أكد المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال ‏الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أن المملكة العربية السعودية قدمت أكثر من 130 مليارًا ‏و34 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وإغاثية خلال الفترة بين 1996 – 2024م، استفادت منها ‏‏170 دولة حول العالم.‏
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عبر الاتصال المرئي في اللقاء الذي نظمه المجلس الوطني للعلاقات ‏الأمريكية العربية عن جهود ومشاريع المملكة العربية السعودية الإغاثية والإنسانية حول العالم، بحضور ‏الرئيس التنفيذي للمجلس ديلانو روزفلت والوفد المرافق له.‏
وقال الربيعة، “إن المركز يسعى من خلال رؤيته لأن يكون مركزاً دولياً رائداً للأنشطة الإغاثية ‏والإنسانية، وذلك من خلال تطبيقه أعلى المعايير العالمية في هذا المجال وكذلك أفضل الممارسات ‏المتعلقة بالحوكمة، مؤكداً أن المركز يرتكز على قيم أساسية تتمثل في الحيادية والشفافية والجودة ‏والاحترافية والمبادرة والإبداع وبناء الشراكات ودعم المجتمعات”.‏
وأوضح أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ منذ إنشائه في عام 2015م وحتى الآن ما يقارب 3.009 ‏مشاريع في 100 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت 6 مليارات و940 مليون دولار أمريكي، شملت مختلف ‏القطاعات الحيوية بالشراكة مع 187 شريكاً من المنظمات الأممية والدولية، مفيداً بأن اليمن حظي ‏بالنصيب الأوفر من مشاريع المركز بنسبة 64 بالمئة من إجمالي المساعدات، بقيمة تجاوزت 4 مليارات ‏و466 مليون دولار أمريكي.‏
وبيّن أن المركز نفذ 992 مشروعاً مخصصاً للمرأة حول العالم، استفادت منها أكثر من 151 مليون ‏امرأة، بقيمة تجاوزت 653 مليون دولار أمريكي، مضيفاً أن فئة الأطفال أيضاً يشكلون أولوية ضمن ‏مشاريع المركز الإنسانية، حيث نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة 926 مشروعاً يعنى بالطفل استفاد منه ‏أكثر من 179 مليون طفل بقيمة تجاوزت 888 مليون دولار.‏
وحول اللاجئين في المملكة، أوضح أن المملكة تعد من أكثر الدول استقبالاً للاجئين (الزائرين) حيث يقدر ‏عددهم الإجمالي داخل المملكة بـ 1.093.926 لاجئاً، منهم 561.911 لاجئاً من اليمن، و262.573 ‏لاجئاً من سوريا، و269.442 لاجئاً من ميانمار، إذ تتيح المملكة لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، ‏وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص ‏العمل والتعليم في المدارس العامة.‏
كما تطرق إلى جهود المملكة في مكافحة جائحة كورونا دولياً، مبيناً أن المملكة قدمت في هذا الجانب أكثر ‏من 824 مليوناً و291 ألف دولار أمريكي، شملت مساعدات طبية ووقائية متنوعة لأكثر من 50 دولة ‏حول العالم.‏
وافاد الربيعة بأن المركز بادر بإنشاء عدد من البرامج النوعية لمساندة الشعب اليمني الشقيق، منها ‏البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي نجح حتى الآن في انتزاع أكثر من 453 ألف لغم من ‏الأراضي اليمنية وذلك على يد أكثر من 400 خبير في مجال نزع الألغام، إضافة إلى مشاريع مراكز ‏الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة إدماج الأطفال المرتبطين سابقاً بالنزاع المسلح.‏
وقدم شرحًا عن إنشاء منصة المساعدات السعودية، ومنصة مساعدة النازحين واللاجئين، والبوابة ‏السعودية للتطوع، ومنصة التبرعات الإلكترونية (ساهم)، والمبادرات الرقابية والتوثيقية المختصة ‏بالعمل الإنساني. كما استعرض معاليه الجهود الإنسانية للمملكة عبر البرنامج السعودي لفصل التوائم ‏الملتصقة، مبيناً أن البرنامج قام بدراسة 141 حالة حتى الآن من 26 دولة في 3 قارات حول العالم، ‏وأجرى منها 61 عملية فصل توأم سيامي وطفيلي وتكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد.‏
وعن المساعدات المقدمة لبعض الدول مؤخرا، أكد أن المملكة تفاعلت منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة في ‏قطاع غزة، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني 185 مليون دولار ، كما سيّرت جسراً ‏جوياً مكونا من 54 طائرة وجسراً آخر بحريا مؤلفاً من 8 سفن، و أسقطت عبر الجو مساعدات غذائية ‏نوعية للمتضررين في قطاع غزة بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية.‏
وأشار إلى تقديم المملكة 120 مليونا دولار أمريكي للسودان خلال الأزمة الراهنة التي تمر بها، كما ‏تعهدت المملكة بتقديم مبلغ 400 مليون دولار لأوكرانيا لتخفيف معاناة المتضررين من الأزمة الإنسانية ‏في تلك البلاد.‏
ونوّه بتدشين المملكة برنامج “سمع السعودية” التطوعي في جمهورية تركيا للتأهيل السمعي وزراعة ‏القوقعة للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، الذي يعد أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة ‏والتأهيل السمعي حول العالم، وسيجري في جميع مراحل المشروع تنفيذ 24 برنامجًا تطوعيًا في مجال ‏زراعة القوقعة حيث يهدف إلى إجراء 49 عملية لزراعة القوقعة إلى جانب توزيع 117 ألف و500 ‏سماعة طبية للأطفال كما يشمل البرنامج إعادة تأهيل مكثفة لضعاف السمع بعد إجراء العمليات الجراحية ‏لهم.‏
وأشار الدكتور الربيعة إلى اعتماد يوم 24 من نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة من قبل الأمم المتحدة، ‏بمبادرة من المملكة العربية السعودية؛ وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية ‏والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة، حيث سينظم المركز مؤتمرا دوليا تحت ‏رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في شهر نوفمبر المقبل بمدينة ‏الرياض بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، فضلاً عن تنظيم المركز ‏في شهر فبراير 2025م منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة.‏
من جانبه أشاد الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية ديلانو روزفلت بما شاهده ‏من جهود إغاثية وإنسانية للمملكة العربية السعودية والتي وصلت إلى جميع أرجاء العالم دون تمييز.‏
‎(‎انتهى‎)‎

(يونا/واس)

التعليقات معطلة.